سنتعرف اليوم على نسب سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وحياته ونشأته وفترة حكمه.
سيدنا علي بن أبي طالب لقبه “أمير المؤمنين”، هو واحد من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي وأحد أبرز الصحابة الذين تربوا على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم. عاش حياة مليئة بالبسالة والفضيلة، وقد ترك بصمات عميقة في تاريخ الإسلام والمسلمين. دعونا نتعرف على حياة سيدنا علي رضي الله عنه والإسهامات الخالدة التي قدمها.
نسب سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه:
هو علي بن أبي طالب (واسمه عمران وقيل: عبد مناف) بن عبد المطلب (واسمه شيبة الحمد) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) ابن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنافة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ولد علي بن أبي طالب في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بعشر سنوات. والده أبو طالب كان عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان يعتني به بعد وفاة جده عبد المطلب. وقد نشأ علي في قلب بيت النبوة وكان شديد الإخلاص والتفاني لرسالة الإسلام.
إسلامه ومشاركته في المعارك:
كان علي من أوائل من أسلموا في الإسلام، إذ أسلم وهو في سن صغيرة. شارك في معظم المعارك الهامة التي وقعت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل معركة بدر ومعركة أحد وغيرها. وكان يتميز بشجاعته الاستثنائية واستعداده للتضحية من أجل دفاع عن الإسلام والمسلمين.
فترة حكمه وإرثه:
بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، تولى علي الخلافة كرابع خليفة راشدين. كانت فترة حكمه مليئة بالتحديات والاضطرابات، وقام بمواجهة الفتن والصراعات التي نشبت في الأمة الإسلامية.
كما كان احد طرفي قضيه التحكيم الذي حدثت بين الصحابة في زمن علي ومعاوية رضي الله عنهما، وهو باختصار: إنه بعد أن التقى جيش علي رضي الله عنه مع جيش معاوية في صفين، حصلت بينهم مقتلة عظيمة، وضعفت قوى الجيشين عن مواصلة المعركة فأرسل معاوية رجلاً يحمل المصحف إلى علي ويقول له : بيننا وبينكم كتاب الله . فقال علي : أنا أولى بذلك، بيننا كتاب الله . ومثَّل علياً في هذا التحكيم أبو موسى الأشعري ومثَّل معاوية عمرو بن العاص واجتمعا في دومة الجندل، وحضر الاجتماع جمع من الصحابة، ولكن التحكيم فشل نظراً لصعوبة حل الخلاف وإصرار الطرفين على مواقفهما السابقة، وعدم حيازة الحكمين على قوى محايدة تنفذ القرار
استشهاده:
فالذي تولى كبر قتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو الشقي عبد الرحمن بن ملجم. قتله وهو خارج لصلاة الصبح، وقد تضافرت كتب التاريخ والأخبار بذكرها.
ومن ذلك ما جاء في صفة الصفوة للإمام ابن الجوزي حيث قال -رحمه الله تعالى-: عن زيد بن وهب قال: قدم علي على قوم من أهل البصرة، من الخوارج، فيهم رجل يقال له: الجعد بن بعجة، فقال له: اتق الله يا عليّ، فإنك ميت. فقال له عليّ -عليه السلام-: بل مقتول ضربةً على هذا تخضب هذه -يعني لحيته من رأسه-، عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى.
وعاتبه في لباسه فقال: ما لكم وللباس؟ هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم.
وعن أبي الطفيل قال: دعا عليّ الناس إلى البيعة، فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها؟ اشدد حيازيمك للموت، فإن الموت آتيك، ولا تجزع من القتل إذا حل بواديك.
وعن أبي مجلز قال: جاء رجل من مراد إلى علي، وهو يصلي في المسجد، فقال احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه، فإذا جاء القدر خليّا بينه وبينه، وإن الأجل جُنَّة حصينة.
قال العلماء بالسير: ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان، وقيل ليلة إحدى وعشرين منه سنة أربعين، فبقي الجمعة والسبت، ومات ليلة الأحد، وغسله ابناه، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن في السحر. انتهى.
السبب في قتل علي -رضي الله عنه:
وقال ابن العماد في شذرات الذهب: قيل: والسبب في قتل علي -رضي الله عنه-: أن ابن ملجم خطب امرأة من الخوارج على قتل عليّ، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فانتدب لذلك ابن ملجم، والحجاج بن عبد الله الضمري، ودادويه العنبري، فكان من أمر ابن ملجم ما كان.
وضرب الحجاج معاوية في الصلاة بدمشق فجرح أليته، قيل إنه قطع منه عرق النسل فلم يُحبل معاوية بعدها.
وأما صاحب عمرو فقدم مصر لذلك، فوجد عَمْرًا قد أصابه وجع في تلك الغداة المعينة، واستخلف على الصلاة خارجة بن حذافة، الذي كان يعدل ألف فارس، فقتله يظنه عَمْرًا، ثم قُبض، فأدخل على عمرو فقال له: (أردْت عَمْرًا، وأراد الله خارجة) فصارت مثلا. انتهى
إرثه:
ترك سيدنا علي إرثًا عظيمًا في الإسلام. تميز بفضيلته وشجاعته وعلمه، وبصماته العميقة لا تزال حاضرة في تاريخ الإسلام. يُعتبر أحد أبرز الصحابة الذين نقلوا التعاليم والقيم الإسلامية النبيلة. وقد ترك لنا العديد من الأحاديث والفتاوى التي تعكس فهمه العميق للدين والقضايا الشرعية.
نسب سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه:
