يتطلب فهم أصل العرب النظر في تاريخهم وتطورهم عبر العصور، وكيف تشكلوا كمجموعة متنوعة من القبائل والأمم.
الأصول القديمة: أصل العرب يمكن تتبعه إلى العصور القديمة، حيث عاشت قبائل مختلفة في شبه الجزيرة العربية. قدم أهل هذه المنطقة من الأنبياء والرسل، ومن بينهم إسماعيل، وابناءه، والذين قيل إنهم هم جذور العرب. وفي هذا السياق، ترتبط العرب بإبراهيم وإسماعيل، وهما شخصيات دينية مهمة في الإسلام والمسيحية واليهودية.
العرب في أصلهم ينقسمون إلى ثلاثة فئات رئيسية:
- العرب البائدة: وهؤلاء هم القدماء مثل عاد، ثمود، طسم، جديس، وعملاق.
- العرب العاربة “القحطانية”: وهؤلاء هم الذين ينحدرون من نسل قحطان بن يشجب بن قحطان.
- العرب المستعربة “العدنانية”: وهؤلاء هم الذين ينحدرون من نسل إسماعيل.
العرب العاربة أصلهم اليمن، وقد انقسموا إلى قبائل مختلفة، ومن بينها القبيلتان الأكثر شهرة:
- الأولى هي قبيلة حمير، وأشهر بطونها هي: زيد الجمهور، وقضاعة، والسكاسك.
- الثانية هي قبيلة كهلان، وأشهر بطونها هي: همدان، وأنمار، وطيء، ومذحج، وكندة، ولخم، وجذام، والأزد، والأوس، والخزرج، وأولاد جفنة الذين كانوا ملوك الشام.
بسبب الظروف الاقتصادية والصراع بين حمير وكهلان، هاجرت بطون كهلان من اليمن قبل سيل العرم وانقسموا إلى أربعة أقسام:
- الأزد، وسيدهم عمران بن عمرو، واستوطنوا الحجاز وعمان وتهامة.
- لخم وجذام، وفيهم نصر بن ربيعة أبو الملوك المناذرة بالحيرة.
- بنو طيء، وهم الذين استوطنوا بالجبلين أجا وسلمى في الشمال.
- كندة، وهؤلاء الذين انتقلوا إلى البحرين، ثم حضرموت، ثم نجد، حيث أسسوا حكومة كبيرة.
أما بالنسبة للعرب المستعربة، فإن نسبهم يعود إلى إسماعيل عليه السلام، الذي ولد في فلسطين وانتقل إلى الحجاز مع أمه ونشأ هناك وتزوج. شارك مع أبيه إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة وأنجب إسماعيل اثني عشر ابنًا. من هؤلاء الأبناء نشأت اثنتا عشرة قبيلة، وانتشرت في مكة ثم في أرجاء الجزيرة العربية وخارجها.
من بين هؤلاء الأبناء، كان هناك نسل يُعرف باسم “قيدار”، وكان أحد أبناء إسماعيل مقيمًا في مكة. توالى أبناؤه وأحفاده حتى وصلوا إلى عدنان، الذي كان الجد الواحد والعشرون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
من بنو “قيدار” انفصلت بطون نزار، والذي كان له أربعة أبناء. من هؤلاء الأبناء نشأت أربع قبائل كبيرة: إياد وأنمار وربيعة ومضر. الأخيرتين كانتا الأكثر انتشارًا بين القبائل، وكانت تضم العديد من الفروع، مثل بنو أسد، بنو هوازن، وبنو غطفان، ومن بنو غطفان ظهرت قبائل كبرى مثل عبس، وذبيان، وأشجع.
من مضر نشأت شعبتين كبيرتين: قيس عيلان وإياس. من قيس عيلان نشأت بنو سليم، وبنو هوازن، وبنو غطفان، الذين أسسوا قبائل مثل عبس، وذبيان، وأشجع.
من إياس نشأ تميم بن مرة، وهذيل بن مدركة، وبنو أسد بن خزيمة، وكنانة بن خزيمة، ومن بنو كنانة نشأت قريش، التي كانت أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
قريش انقسمت إلى عدة قبائل، من بينها: جمح، سهم، عدي، مخزوم، تيم، وزهرة، وبنو قصي بن كلاب، بما في ذلك: عبد الدار، أسد بن عبد العزى، وعبد مناف.
من بني عبد مناف انبثقت أربع فصائل: عبد شمس، نوفل، المطلب، وهاشم، وهاشم هو الجد الثاني لنبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.
فيما يتعلق بالنسب والأنساب، يجب أن نتذكر أن قيمة الإنسان تعتمد على التقوى والأخلاق، وليس على نسبه. وقال الله تعالى: “إِن أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم” (الحجرات: 13). وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ لا يَسأَلُكُم عَن أَنسابِكُم وَلا يَسأَلُكُم عَن أَموالِكُم يَومَ القِيامَة، إِنَّما يَسأَلُكُم عَن أَعمالِكُم وَأَخلاقِكُم” رواه الطبراني، وصححه الألباني.
صك نيوز Saak News